بقلم: محمد مشرف، بمساعدة نماذج الذكاء الاصطناعي في تنسيق المحتوى وتحريره.
ارتفعت مكانة الذكاء الاصطناعي (AI) ونماذج اللغة الكبيرة (LLMs) بسرعة لتصل إلى ذروة التوقعات المبالغ فيها. ينقسم النقاش حول الذكاء الاصطناعي إلى وجهتي نظر متناقضتين: فئة “المتفائلين” يرون مستقبلًا يوتوبيًا تقوده الآلات الذكية، بينما يحذر “المتشائمون” من كارثة تكنولوجية وشيكة.
هذا التناقض الواضح في الآراء يبرز الحاجة الملحة إلى فهم متوازن ودقيق لما يمكن للذكاء الاصطناعي تحقيقه وكذلك التحديات التي يواجهها. والواقع أن الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة (ML) كانا موضع بحث منذ عقود. غير أن الوعي السائد بهما مؤخرًا خلق فجوة بين الرؤية طويلة المدى للباحثين الذين يسعون نحو الذكاء الاصطناعي العام (AGI) وبين التوقعات الخاطئة أحيانًا للشركات والمستثمرين، الذين يبحثون عن أرباح سريعة.
هذه الفجوة تشعل قلقًا متزايدًا حول إمكانية أن يصبح الذكاء الاصطناعي فقاعة على وشك الانفجار، مما قد يؤدي إلى عواقب اقتصادية مدمرة.
باختصار، هل يمكن للذكاء الاصطناعي تحقيق المستقبل الذي يظهر في الصورة أدناه؟ هذا ما يجب أن نكشف عنه في هذا المقال.
إن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام، أي شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي ذي قدرات إدراكية بمستوى البشر، مليء بعقبات كبيرة.
فعلى الرغم من أن التطورات الأخيرة تبدو مبهرة، فإن محاكاة قوة الحوسبة وكفاءة الدماغ البشري ما تزال مهمة شاقة.
تأمّل الفارق الهائل في استهلاك الطاقة: الأنظمة الحالية للذكاء الاصطناعي تتطلب ما بين 200 كيلووات و10 ميجاوات لتنفيذ مهمة واحدة، بينما ينجز الدماغ البشري المهمة نفسها تقريبًا بطاقة تبلغ حوالي 20 واط فقط (تقدير تقريبي اعتمادًا على مهام مشابهة).
هذا النقص في كفاءة استهلاك الطاقة يتفاقم بسبب النقص العالمي في الرقاقات الإلكترونية، مما يحدّ من تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة ونشرها. ورغم أن أحدث منشورات DeepSeek وشركات أخرى أظهرت إمكانية بناء أنظمة تستهلك موارد أقل، فإن الحقيقة هي أن DeepSeek استخدمت أبحاثًا أنفقت عليها جهات أخرى مليارات الدولارات ومئات الآلاف من الرقاقات المتقدمة لبناء أنظمتها، ما يجعل أزمة النقص في الرقاقات حاضرة ومؤثرة على التطورات التالية بعد ما لدينا اليوم.
وإضافة إلى ذلك، فإن معظم المنصات الحاسوبية الحالية تعتمد على المنطق الثنائي (0/1). ولعل القفزة الحقيقية نحو الذكاء الاصطناعي العام تتطلب اكتشاف آفاق الحوسبة الكمومية، وهو مجال لا يزال في مراحله الأولى.
وأخيرًا، فإن جودة البيانات المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي تمثل عاملًا حاسمًا. إذ قد يؤدي التحيز في البيانات أو عدم اكتمالها إلى خوارزميات معيبة تُكرّس اللا مساواة في المجتمع.
على الرغم من هذه التحديات، إلا أن الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي لا يمكن إنكارها.
عبر التاريخ، قاد الابتكار البشري تطورات رائعة. ولكن العقل البشري يواجه حدودًا في قدرته على التوسع. فعلى الرغم من براعته في معالجة المعلومات المعقدة وغير المنظمة، فإن قدرته تبقى محدودة. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي كحل قوي لهذه المشكلة المتعلقة بقابلية التوسع.
وبدلاً من النظر إلى الذكاء الاصطناعي كبديل للذكاء البشري، ينبغي النظر إليه بوصفه قوة مُكمِّلة تعزز قدراتنا وتمكننا من التعامل مع مشاكل ذات نطاق وتعقيد غير مسبوقين.
بإمكان الذكاء الاصطناعي تحليل مجموعات ضخمة من البيانات، وتحديد أنماط مخفية، وتوليد رؤى من المستحيل للبشر التوصل إليها بمفردهم.
والآن، فلنستكشف الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات وكيف يمكنه إعادة تشكيلها حقًا.
تُقدر قيمة صناعة العطور والتجميل بـ648 مليار دولار في عام 2024، ويتوقع أن تصل إلى 756 مليار دولار بحلول 2029. لطالما اتبعت هذه الصناعة نهجًا يقوم على “منتج واحد يلائم الجميع”.
تفتقر الأساليب التقليدية في تطوير العطور ومنتجات التجميل إلى التخصيص الذي يلبي التفضيلات الفردية حقًا.
يمكن للذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة إحداث ثورة في هذه الصناعة من خلال تمكين ما يسمى بالتخصيص الفائق. تخيل خدمة يشارك فيها العملاء قصصهم وهواياتهم وأساليب حياتهم وتفضيلاتهم، ثم يبتكر خوارزمية ذكاء اصطناعي عطرًا مخصصًا يناسب ملفهم الشخصي بشكل دقيق. هذا المستوى من التخصيص قد يحول تجربة المستهلك، ويعزز ولاء العلامة التجارية، ويفتح آفاقًا جديدة في السوق.
يواجه القطاع الزراعي ضغوطًا متزايدة لتحسين الكفاءة والاستدامة.
يوفر الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة أدوات قوية لتحسين الممارسات الزراعية ومواجهة هذه التحديات.
تخيل للحظة قصة شخصية تدعى "نورا"، التي ورثت أرضًا زراعية وليس لديها خبرة كبيرة بالزراعة. فهي تحلم بمساعد ذكي يعمل بالذكاء الاصطناعي يرشدها خلال تعقيدات اختيار المحاصيل والزراعة وإدارة الموارد. اليوم لاوجود لحل يقدم خدمات متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل المراقبة بالطائرات المسيّرة والري الدقيق والتحليلات التنبؤية، وكلها عوامل تمكِّن المزارعين من اتخاذ قرارات قائمة على البيانات، ما يزيد من الإنتاجية ويقلل من الأثر البيئي.
تواجه الحوكمة الحديثة تعقيدات تتطلب تحليل بيانات فعّال وعميق. لنتخيل مثالًا وهميًا: "فومني"، أول سيناتورة أمريكية من أصول إفريقية في مجتمعها، تعاني من صعوبة مواكبة الكم الهائل من المعلومات المطلوبة لصنع السياسات بكفاءة.
إنها تحلم بنظام ذكاء اصطناعي قادر على تحليل الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وربط الأحداث المتفرقة ظاهريًا ببعضها لتزويدها برؤى يمكن تطبيقها. هذه الرؤية لحوكمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تتيح اتخاذ قرارات أكثر وعيًا، وتقود إلى سياسات تلبي احتياجات الشعب بصورة أفضل.
وهي لا تستطيع فعل ذلك اليوم حتى بالاستعانة بفريق كبير من الخبراء الذين يعملون كمستشارين لها، بسبب العوائق المتأصلة بين التخصصات المختلفة (مثل تأثير الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط على جودة الرعاية الطبية التي يتلقاها ناخبوها).
يشهد قطاع السيارات تحولًا سريعًا بتحفيز من التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا القيادة الذاتية. ومع ذلك، يبقى العنصر البشري أساسيًا.
لنتخيل "جاك"، سائقًا جديدًا حديث العهد برخصته، يستمتع بالإثارة التي ترافق القيادة، لكنه يدرك المخاطر المرتبطة بعدم الخبرة.
إنه يتصور سيارة لا تكتفي بتنبيهه للمخاطر فحسب، بل تتدخل أيضًا لمنع الحوادث، خاصة في المواقف التي قد تغلب فيها المشاعر على قراراته. يمكن لهذه الرؤية للقيادة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تعزز بشكل كبير سلامة الطرق وتتيح تجربة قيادة شخصية. بحيث يمكنه الاستمتاع بالقيادة مع الحفاظ على الأمان.
من المتوقع أن تتجاوز تكلفة الجرائم الإلكترونية 12.5 تريليون دولار سنويًا بحلول 2025، مما يستلزم حلولًا أمنية مبتكرة.
تخيّل قصة "مصطفى"، مسؤول أمني يشعر بالإنهاك من سيل التنبيهات الأمنية المستمرة والطبيعة المتطورة للهجمات السيبرانية.
إنه يحلم بنظام ذكاء اصطناعي يحدد التهديدات ويعالجها بشكل استباقي، متعلمًا ومتكيفًا مع أنماط الهجوم الجديدة دون تدخل بشري مستمر، ليتيح له استغلال وقته في تطوير مهاراته بدلًا من الانشغال الدائم بإطفاء الحرائق والأعمال التشغيلية الثقيلة.
يمكن لهذه الرؤية للأمن السيبراني المعزز بالذكاء الاصطناعي أن تُحرر خبراء الأمن وترفع تركيزهم إلى مستوى التخطيط الاستراتيجي والتحليل المعقد للتهديدات.
النظام القانوني مهيأ لتغيير جذري بواسطة الذكاء الاصطناعي.
صديقنا "جون"، الذي يواجه قضية قانونية معقدة، يواجه صعوبة في اختيار المحامي المناسب.
يدرك أن المقاييس التقليدية، مثل نسب القضايا الرابحة أو الشهادات الدراسية، لا تعكس الصورة الكاملة.
يتصور "جون" نظام ذكاء اصطناعي يحلل السوابق القانونية والقوانين والاتجاهات القضائية ليقدم تقييمًا أكثر عمقًا حول خبرة المحامين ويتنبأ بنتائج القضايا، مما يسمح له باختيار المحامي الأنسب لقضيته تحديدًا، حتى لو لم يكن أداء ذلك المحامي جيدًا في أنواع أخرى من القضايا.
يمكن لهذه الرؤية لقانون معزز بالذكاء الاصطناعي أن يزيل العوائق أمام العدالة ويزيد كفاءة العملية القضائية.
تُقدر قيمة قطاع الضيافة عالميًا بـ4.7 تريليون دولار في عام 2023، ويتوقع أن يبلغ 5.8 تريليون دولار بحلول عام 2027. ويمكن أن يستفيد كثيرًا من التخصيص الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي.
"جوليا"، وهي أم وزوجة تخطط لإجازة عائلية، تواجه صعوبة في إيجاد وجهة تفي بكل متطلباتها. إنها تتخيل خدمة تأخذ في الحسبان تفضيلاتها من حيث الطقس والميزانية والأنشطة المناسبة للعائلة وسهولة التنقل، وتضع جدول رحلات مصمم خصيصًا يلغي متاعب البحث غير المنتهي. بدلًا من مجرد استخدام مجموعة محدودة من عوامل التصفية التي تتطلب منها معرفة دقيقة بما تحتاجه، يمكن للذكاء الاصطناعي تلبية رغباتها وتوقعاتها.
يمكن لهذه الرؤية للضيافة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تحول عملية التخطيط للسفر، وتوفر تجارب شخصية سلسة.
تبلغ قيمة سوق التعليم عالميًا حوالي 10 تريليونات دولار (وفق التوقعات لعام 2030)، ومن المتوقع أن يشهد تحولًا كبيرًا بفضل الذكاء الاصطناعي.
"نورا"، طالبة في المرحلة الثانوية، لا تسعى فقط للحصول على درجات جيدة بل تطمح للوصول إلى التنوير الحقيقي. إنها تحلم بنظام ذكاء اصطناعي يحلل أسلوب تعلمها ويحدد نقاط الضعف المعرفية ويقترح مسارات تعليمية مخصصة تلائم احتياجاتها وتطلعاتها.
وبالإضافة إلى ذلك، تريد هذا النظام أن يكون مساعدًا لها في حياتها اليومية خارج إطار المنهج الدراسي. على سبيل المثال، يعرِّفها بمفهوم "القوة" وكيفية عملها ضمن قوانين نيوتن عندما تحاول فتح باب ثقيل بقوة.
تلك الرؤية للتعليم المدعوم بالذكاء الاصطناعي قد تتجاوز الحفظ والتقييم المعياري لتشجع على فهم أعمق وحب التعلم مدى الحياة.
يُقدر حجم قطاع توصيل الطعام بنحو 232.76 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يبلغ 637.46 مليار دولار بحلول 2034، ويمكنه الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة العملاء.
"صوفي" عاشقة الدجاج الحلو والحامض، تجد صعوبة في العثور على أطباق تلائم معاييرها الدقيقة. فهي تريد دجاجها مقليًا، طريًا من الداخل ومقرمشًا من الخارج، وبصلصة غنية دون أن تتحول الوجبة إلى حساء.
إنها تتصور خدمة توصيل طعام تفهم ذوقها الفريد وتقترح أطباقًا مصممة خصيصًا لتفضيلاتها، بل وتتجاوز طلبها المعتاد لتعرفها على أطباق جديدة قد تروق لها، مع تحديد الوقت والأسلوب الأفضل لإبلاغها بهذه الاقتراحات.
قد تُحدث هذه الرؤية لتوصيل الطعام المدعوم بالذكاء الاصطناعي تحولًا في كيفية اكتشاف الطعام والاستمتاع به.
للذكاء الاصطناعي القدرة على إحداث ثورة في مجال الرعاية الصحية والصيدلة.
"نادية"، وهي تعاني مزيجًا غامضًا من الأعراض، لا تعرف أي اختصاصي يجب عليها زيارته. لديها القدرة المادية للذهاب إلى اختصاصي، كما يغطي التأمين كل التكاليف، لكنها تعيش في بلد لا يوجد فيه أطباء عامّون يخبرونها بالاختصاص المناسب قبل الذهاب إليه.
تتخيل "نادية" أداة تشخيص بالذكاء الاصطناعي تحلل الأعراض والتاريخ الطبي لتوصي بالنوع المناسب من الأطباء، بل وحتى ترشح أفضل الممارسين الملائمين لحالتها بدلًا من نظام تقييم موحّد للجميع.
من شأن هذه الرؤية للرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تحسن دقة التشخيص وتخصص الخطط العلاجية وتسرّع اكتشاف الأدوية.
يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين السلامة الصناعية إلى حد كبير.
"ماركو"، مهندس سلامة متمرس، يشعر بالقلق حيال الطبيعة المفاجئة لأعطال الآلات. فهو يعلم من خلال خبرته أن الآلة قد تتعطل دون سابق إنذار، وفي كثير من الأحيان لا يتم إبلاغ الشركة المصنعة بهذا العطل لتصدر استدعاء. كما أن متابعة ما يحدث عالميًا لتلك الآلات نفسها يفوق قدرته الشخصية.
يتخيل "ماركو" نظام ذكاء اصطناعي يراقب الآلات في الوقت الفعلي، ويتنبأ بالأعطال المحتملة ويقترح الصيانة الوقائية، مستفيدًا من البيانات المتاحة عالميًا حول هذه الآلات المتصلة بالإنترنت. وفي النهاية، يخلق بيئة عمل أكثر أمانًا.
يمكن لهذه الرؤية للسلامة الصناعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تمنع الحوادث، وتقلل فترات الانقطاع، وتحسن الكفاءة التشغيلية العامة.
"مصطفى"، طبيب بشري قليل الخبرة في مجال الاستثمار، يسعى لأمن مالي لعائلته. حيث ادخر الكثير من الأموال على مدار 40 عامًا من العمل كطبيب محترف ويريد أخيرًا التقاعد مع اختيار فرص استثمار منخفضة المخاطر تمنحه دخلًا ثابتًا دون المجازفة بخسارة كل شيء.
يتصور منصة استثمارية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تفهم أهدافه المالية ومدى تحمله للمخاطر وظروفه المعيشية، لتصمم استراتيجية استثمار شخصية تزيد العوائد مع تقليل المخاطر.
قد تتيح هذه الرؤية للاستثمار المعزز بالذكاء الاصطناعي وصولًا أكثر ديمقراطية إلى التخطيط المالي المتقدم، وتمكّن الأفراد من تحقيق أهدافهم المالية.
"جيني" و"جاك"، أبوان لطفل صغير، يحاولان تحقيق توازن بين حماس ابنهما لألعاب الفيديو ورغبتهما في أن يمارس نشاطات تعليمية.
يتصوران نظام ترفيه بالذكاء الاصطناعي يكيف المحتوى التعليمي ليتناسب مع اهتمامات ابنهما وأسلوب تعلمه، ويقدم تجربة ترفيهية وتثقيفية في آن واحد.
قد تغير هذه الرؤية للتعليم الترفيهي (Edutainment) المدعوم بالذكاء الاصطناعي أسلوب تعلم الأطفال ولعبهم.
"راجش"، مطور برمجيات خبير، يقضي وقتًا أكثر مما ينبغي في مهام البرمجة المتكررة.
يتصور بيئة تطوير بالذكاء الاصطناعي تقلل من هذه المهام الروتينية، مما يتيح له التركيز على حل المشكلات الإبداعية وتصميم برمجيات مبتكرة.
رغم أن لدينا اليوم أدوات مثل “Autopilot” وأدوات مشابهة، فإنها لا تزال بعيدة عن الكمال، إذ ما تزال المهام التكرارية المعقدة نسبيًا تتطلب من "راجش" قضاء وقته فيما يسمى بأعمال “TOIL”.
قد تسرع هذه الرؤية لتطوير البرمجيات المدعوم بالذكاء الاصطناعي عملية التطوير، وترفع جودة الشفرات البرمجية، وتمكن المطورين من ابتكار برمجيات أكثر تعقيدًا وتأثيرًا.
أدى النمو السريع للذكاء الاصطناعي إلى ظهور مخاوف بشأن حدوث فقاعة محتملة.
تقوم العديد من الشركات باعتماد حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي دون فهم واضح لإمكاناتها الحقيقية أو محدودياتها.
قد يؤدي هذا التبنّي العشوائي إلى خيبات أمل وانهيار في السوق لاحقًا.
السؤال الأساسي هو: هل نستخدم الذكاء الاصطناعي بالصورة الصحيحة؟ لتجنب فقاعة الذكاء الاصطناعي، يجب على الشركات التركيز على تطوير وتنفيذ حلول تقدم قيمة حقيقية وتعالج مشاكل واقعية.
يقدم لنا مستقبل الذكاء الاصطناعي احتمالين متعارضين بوضوح: إما انفجار كارثي للفقاعة أو تطور تكنولوجي كامل. لا وجود لحل وسط.
الخيارات التي نتخذها اليوم ستحدد المسار. بالتركيز على التطوير الأخلاقي والتطبيق المسؤول والفهم العميق لإمكانات الذكاء الاصطناعي وحدوده، يمكننا تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لبناء مستقبل أكثر ازدهارًا وإنصافًا.
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل العمالة البشرية ويسبب انهيارًا اقتصاديًا؟ الإجابة المختصرة: نعم. والإجابة التفصيلية: ليس بالضرورة.
صحيح أن الذكاء الاصطناعي سيؤتمت الكثير من الوظائف الحالية، لكنه سيوجد أيضًا فرصًا جديدة وسيغير طبيعة العمل.
من ناحية أخرى، إذا استمرت النزعة الحالية في محاولة استبدال العمالة البشرية بالذكاء الاصطناعي، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار الاقتصاد برمته بما لا يمكن إصلاحه! فعند استبدال الغالبية العظمى من القوى العاملة، فإن القوة الشرائية للأفراد ستتوقف عن الوجود! وعليه ستعلن الشركات إفلاسها لأنها لن تتمكن من الحفاظ على أي إيرادات، حيث سيقتصر إنفاق الناس على الأساسيات فقط. ونتيجة لذلك، فإن الشركات التي تقوم باستبدال العمالة بالذكاء الاصطناعي ستدمر نفسها عاجلًا أم آجلًا!
المفتاح هنا هو الاستثمار في التعليم والتدريب، لإعداد الأفراد بالمهارات التي تمكنهم من الازدهار في اقتصاد تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إذًا، ماذا أفعل أنا شخصيًا للانضمام إلى موجة الذكاء الاصطناعي؟ أعمل على مشروع Jendi AI. إنها وسيلة لدمج البيانات الحيوية والنفسية والمعلومات الغذائية والتمارين الرياضية والبيانات العملية والشخصية، بل وحتى تأثير المجال الكمومي على البنية الحيوية للإنسان، ليس فقط للحصول على فهم كامل للعقل البشري، بل أيضًا لمساعدة الناس على اتخاذ قرارات أفضل والتمتع بصحة نفسية أفضل والمزيد.
التطبيقات التي يمكن أن تنتج عن نظامنا لا حصر لها، ولكن ركزنا على منع التوتر والقلق والإرهاق قبل وقوعها.
إن مستقبل الذكاء الاصطناعي مليء بالوعود والمخاطر معًا.
وباعتماد رؤية واضحة والتزام بالمبادئ الأخلاقية وتركيز على التصميم المتمحور حول الإنسان، يمكننا أن نُطلق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي التحويلية ونصنع مستقبلًا يُمكّن الأفراد ويعزز من أداء الأعمال ويحسن المجتمع ككل.